كيف تقول لا و تحظى بالرضا.. نعم لا نعم
إذا كنت من الأشخاص الذين يجيبون بنعم مهما حدث و في أي حال حتى و لو كان ذلك على حساب مبادئك و مصالحك. إذا كنت تشعر بالحرج من رفض اقتراح لا يعجبك و في معظم الأحيان يضرك و لا يتماشى و أهدافك فهــــذا المقال لك و قد صمم خصيصا لمساعدتك على أن تحظى برضىالآخرين على الرغم من رفضك لمطالبهم.
إن تقنية الرفض الإيجابي هي من أقوى التقنيات في الاتصال على الإطلاق إذ أنها تخاطب اللاوعي بصورة إيجابية تجعل الشخص يستجيب بالإيجاب على الرغم من أن عرضه قـد قوبل بالرفض إلاّ أنّ الرفض يكون ضمنيـا في الكلام و لا يحتـوي بتاتـا على كلمة “لا”.
عزيزي القارئ، إنّ العقل اللاوعي يبرمج في الأسرة و المجتمع منذ الصغر على معاني الكلمات و الإستجابة السلوكية لـشخص ما تخضع لمدى تماشي كلماتنا و سلوكاتنا مع مبادئ و معتقدات و أهداف الشخص الذي نتصل معه.
كذلك بالنسبة لكلمة “لا”، هـذه الكلمة العجيبة التي بإمكانها حماية مصالحـك و نفسك من جشع الآخرين بإمكانها أيضاً أن تجعلك تخسر الكثير من حولك لهذا عليك من الآن أن تغير استراتجيتك في الرفض و ذلك بتحويله من رفض سلبي إلى رفض إيجابي. و لعلك الآن قـد أصبحت فضولـيا كفاية لتعرف الخطوات و المبادئ الأساسيـة التي عليك اتباعها لتحقيق رفض إيجابي على طريقة السندويتش “نعم- لا- نعم”، فـإليك إذن المراحل:
– تعرف اولا على العرض الذي يقترحه عليك الشخص الذي تتصل معه و حاول أن تقيمه بصورة وجيزة و تعرف ما إذا كان يتماشى و مبادءك، اهدافك، توجهاتك و متطلباتك و باختصار و لا تتوانى لحظة واحدة في رفض ذلك العرض إذا كان بكل بساطة لا يناسبك.
– حاول أن تجد سببا وجيها يجعل من ذلك العرض غير قابل للتحقق و من المستحسن أن يكون السبب بسيطا و يخصك أنت أو الشخص الذي قدّم لك العرض. كأنْ يكون مثلا كونك متعبا أو غير مرتاح نفسيا في الآونة الأخيرة أو أن يكون لديك عمل مستعجل في الوقت الحاضر… أو ما إلى ذلك و سأدع لك عزيزي القارئ و خيالك أأأتتتؤتؤبتؤترؤةؤؤؤؤؤللالالالالالالالالاررلاْْأمر اختيار الحجة التي تراها مناسبة.
– ابدأ الآن بالتحاور مع ذلك الشخص و اخبره أنك تريد فعلا أن ترافقه إلى ذلك المكان الذي اقترح عليك زيارته أو أن تساعده في عمل ما و ابذل قصارى جهذك في إقناعه بأنّك حقاًّ تنوي تحقيق طلبه فاقتناعه بحسن النية هنا أمر بالغ الأهمية لنجاح العملية.
– واصل الاسترسال باستعمال أداة ربط مثل “الواو” التي ستجعل الشخص يمر بطريقة سلسة إلى مرحلة الرفض الضمني.
– لقد حان الآن وقت إظهار سلاحك السري لاسيما و أنّ العقل الباطن مهيئ جدّاً لاستقبال ماتبقّى لك من كلام و التجاوب معه. اتبع أداة الربط المستعملة بالسبب الذي حضرته سالفا و واصل التعليل بذات السبب حتّى يفهم المستمع أنّه ستحصل لديك مشكلة ما إذا حقّقت عرضه و يدرك أخيراً عقله الباطن أنك لن تذهب معه إلى أي مكان أو بالأحرى لن تقوم بما يعرضه عليك.
– وعليك أنْ تعلم بأنّه لايجب عليك في أي حال من الأحوال ان تصدر رفضاً صريحاً.
– بإمكانك الآن أن تستعمل إحدى أدوات المعارضة مثل: لكن، إلاّ أنّ و ذلك لمسح أيّ أثر سلبي لما قد قلته و ما يمكن للشخص أن يدركه بوعيه على أنّه رفض سلبي.
– لقد حان الآن وقت الإجهاز على خصمك بالضربة القاضية: أخبره بانّك مستعدّ بأنْ تحقق عرضه في مناسبة أخرى و أنّك متأسف لأنك ضيّعت فرصة من ذهب على نفسك على أن تزور مكاناً جميلاً كذلك الذي اقترحه عليك أو أن تساعد زميلا رائعا مثله.
– و أخيراً عليك أن تدرك بصورة نهائية أنّ الكلمات و حدها لاتكفي و أنّه يجب على كامل جسمك أن يكون متناسقا و منسجما مع ما تقول و كذلك عقلك و مشاعرك حتّى تتمكّن من إقناع الشخص المقابل في بضع كلمات. و الوسيلة المثلى أن تكون على اقتناع تامّ بما تقول و أن تتجنّب قدر الإمكان التردد.
إنَّ هذه التقنية قـد استعملت من قبل الملايين من الأشخاص ممنْ أرادوا الفعالية في الاتصال و هي تستعمل الآن من قبل أشخاص يريدون التأثير الإيجابي و التغيير المثالي، و لعلك الآن على اقتناع تامّ بأن ّ الطريقة المثلى لاكتساب هذه المهارة هي الممارسة اليومية لذا عليك أن تبدأ بممارستها مع مَن حولك و ستنبهر بالنتائج التي سيحققها لك الرفض الإيجابي على طريقة السندويتش.
و أنت الآن تدرك جيّدا عزيزي القارئ أنّ الوقت المناسب لتبدأ بالتغيير هو الآن. الآن ابدأ باستعمال تقنية الرفض الإيجابي، ليس بعد دقيقة أو بعد ساعة أو عندما يكون لديك الوقت بل الآن، الآن هو الوقت المناسب دائمـا لإحداث أيّ تغيير فحظّاً موفّقاً.