الاعياء المزمن و حساسية الكبد
يصيب فرط الاعياء المزمن الاغلبية الساحقة من الجزائريين, و تعاني منه كل فئات المجتمع بصورة منتظمة و متكررة. فاذا كنت تعاني من التعب العضلي و العصبي بانتظام, آلام الرأس و كذلك نقص فيالشهية بالاضافة الى وخز أو ألم بسيط في بعض الأحيان في الجهة العلوية اليمنى من البطن, فمن دون شك أنت تعاني من حساسية على مستوى الكبد خصوصا اذا كان نضامك الغدائي غير متوازن ويجب عليك في الحال اتخاد احتياطاتك والقيام بالازم لمساعدة كبدك على تخطي هذه الأزمة اذ أن وضعه و كما ستكتشفه لاحقا لا يبعث اطلاقا على الارتياح.
و على الرغم من أن هذه الأعراض ليست منتشرة بكثرة في العالم الا أن المواطن الجزائري يعرفها أكثر من أي شخص آخر حيث أنها تشكل جزءا
من حياته اليوميةّ. و في الواقع ان حساسية الكبد تعبر عن عدم قدرة هذا الأخير على الاستجابة لحالة الفوضى و عدم التوازن التي تعيشها خلايا الجسم باستمرار نظرا للنقص الفادح في بعض الجزيئات الغذائية الأساسية كالفيتامينات و الأملاح المعدنية أو الزيادة المفرطة في المركبات الغذائية و على وجه الخصوص الأحماض الدسمة بالاضافة الى تراكم الفضلات الناتجة عن تفاعلات الأيض و عجز الأعضاء الاطراحية على التخلص منها و حتى تسمم الكبد بواسطة الأدوية و نذكر هنا الأسبيرين و الباراسيتامول كأمثلة عن أدوية كثيرة الاستعمال و هي أمثلة من ضمن الآلاف.
الكبد كعضو متعدد الوظائف.
يقع الكبد في الجهة اليمنى من البطن تماما تحت القفص الصدري, و يزن قرابة 1500غ و يعد بمثابة أكبر مصنع بيوكيميائي للجسم. كيف لا و هو العضو الأكثر تعقيدا بعد المخ, فالى جانب وظائفه الاعتيادية المتمثلة في فرز و تحويل المركبات الغذائية فهو يساهم بشكل فعال في وظائف الدفاع عن الجسم ضد السموم المستهلكة عن طريق الجهاز الهضمي أي المواد التي نظن عن خطأ أنها غذاء قابل للاستهلاك و كذا السموم المفرزة من طرف الميكروبات التي تجتاح الجسم أحيانا, فالكبد يكمل الى حد بعيد مهمة الجهاز المناعي. وبالاضافة الى هذه الوظائف فالكبد يعمل على افراز الأملاح …. التي تخزن في ….. و تفرز هذه الأملاح في الجزء الأول من المعي الدقيق المسمى بالعفج أو الاثني عشر و ذلك بغرض تحليل الجزيئات الدسمة الى أحماض دسمةحتى يتسنى امتصاصها عبر جدران المعي الدقيق.
أزمة كبدية أو حساسية كبدية.
و تظهر الأزمة الكبدية بصورة عامة عن طريق اعياء شامل, لسان أبيض, آلام في الرأس, الرغبة في النوم, نقص في الشهية و في بعض الأحيان الرغبة في التقيؤ و وخز على مستوى الكبد. و تدوم هذه الأعراض عدة ساعات الى عدة أيام. غير أن النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات معتبرة من المواد الدسمة يجعل من هذه الأعراض شبه دائمة و يتأقلم الكبد مع هذا الريتم فتتحول الأزمة الكبدية الى حساسية كبدية.ان الأغذية الغنية بالدسم تحث الكبد على انتاج كميات معتبرة من الأملاح…. و تنقص من فعاليته في فرز و تحويل المركبات الغدائية و كذا التصدي للسموم و الحفاظ على التوازن الأيضي للجسم حيث ينشغل الكبد في هضم الدسم. و الجدير بالذكر هو أن الشخص المصاب بحساسية الكبد يتعود على هذه الأعراض و يتغير ادراكه لها فيصبح يضن أن هذه الأعراض عادية و أن احساسه بالتعب أو ألم الرأس أمر طبيعي و لا يبعث على القلق.
التداعيات النفسية.
الكبد عضو بالغ الأهمية في تنظيف و تنقية الجسم من الداخل و يعد من ضمن أعضاء الاطراح مما يجعله على علاقة بنفسية الشخص, و اذا اعتبرنا مجازيا أن النضافة الخارجية للجسم تساهم في الشعور بالراحة و الانتعاش فمن دون أي شك فان تراكم السموم و فضلات الأيض في الوط الداخلي لا يساعد اطلاقا على الشعور بالراحة النفسية اذ أن الجسم و ان صح التعبير متسخ من الداخل. و لهذا فان الكبد كعضو اطراح يساهم بشكل فعال في الاحساس بحيوية و النشاط بالاضافة الى انه معدل لتفاعلات الجسم مما يجعل تأثيره على الجهاز العصبي (مركز التفاعلات النفسية) فعالا. و من هنا يمكننا القول أن حساسية الكبد تؤثر على نوعية الحياة و تدهور الحالة النفسية للشخص المصاب و تجعل انتاجيته المعنوية و البدنية تتقهقر.
النظام الغذائي.
و من الواضح اذن أن الكثير ممن يعانون من الاعياء المزمن من الجزائريين خصوصا هم في حقيقة الأمر مصابون بحساسية الكبد و أن الحل لايكمن في تناول الأدوية المنشطة أو المسكنة أو حتى تلك التي تخص الكبد, بل في اعادة تهيئة الوجبات الغذائية بحيث تصبح أقل دهنية و تعويض الدهنيات المشبعة كالتي نجدها في الشحوم, الزيوت المطبوخة أو المقلية, المارغرين و الزبدة بالدهنيات غير المشبعة مثل زيت الزيتون, زيت الكولزا, المكسرات (عدا الكاوكاو), و يجب الحذر من الغاء الدسم بصفة نهائية من الوجبات الأساسية فهي مواد أساسية لتوازن الجسم لكن تعودنا على استهلاكها بكميات مفرطة يجعل منها سبب في تقهقر الحالة الصحية و عليه انحطاط في نوعية الحياة. و لا يجب أيضا اهمال الأغذية الأخرى كالخضر و الفواكه على وجه الخصوص لاحتوائها على الفيتلهينات و الأملاح المعدنية الضرورية لعنل الكبد و جميع أعضاء الجسم.